لماذا تباطؤ الحكومة المغربية في قبول المساعدات الدولية؟

بقلم/ التجاني بولعوالي -> بدأت الصحافة الأوروبية تنتقد أداء الحكومة المغربية مع الزلزال الذي ضرب بشدة مختلف الأقاليم المحيطة بمدينة مراكش. عناوين النشرات الإخبارية تشير إلى تباطؤ تعاطي الحكومة المغربية مع المساعدات الدولية التي عرضتها شتى البلدان. فرق الإنقاذ والمعدات جاهزة في عدد من الدول الأوروبية للتوجه إلى المغرب قصد المساهمة في إنقاذ ضحايا الزلزال، لكن لم يؤذن لها إلى حد الآن بشكل رسمي من أصحاب القرار في الرباط.

وفي الوقت نفسه، يسعى المجتمع المدني المغربي خارج الوطن وخارجه حثيثا لمساعدة إخوانهم المنكوبين بكل ما يملكونه من إمكانات مادية وتجهيزات وأغطية وخيام وأغذية وغير ذلك. وقد لاحظت الصحافة البلجيكية أن مغاربة بلجيكا، وهذا ما ينطبق أيضا على كافة البلدان التي يستقر فيها المغاربة، يتحركون على شتى المستويات لجمع التبرعات المادية والطبية واللوجيستية، ويتعاونون مع مختلف المؤسسات والبلديات التي ساهمت بحصة مالية لصالح ضحايا الزلزال، مثل بلديتي لوفان وأونفيرس.

وقد خلص تقريرٌ على القناة الرسمية الفلامانكية إلى أن الحكومة المغربية تريد أن تنفرد بهذا الحدث وحدها، وتبين للعالم أنها قادرة على التعاطي مع الزلزال دون الاعتماد على الإعانات الأجنبية. لكن هذا لا ينبغي أن يتم على حساب أرواح المواطنين الأبرياء الذين يقضون تحت الأنقاض، وعلى حساب القرى والمداشر النائية التي لم تصلها أي مساعدة بعد مرور يومين على وقوع هذه النازلة.

بغض النظر عما تردده الصحافة الدولية حول تدبير الحكومة المغربية لهذا الزلزال القاتل، نرى أن المجتمع الدولي يحتاج إلى بعضه البعض في مثل هذه النوازل، ولا يعني طلب مساعدة من دولة معينة تنقيص من شأن الذي يطلب ذلك، بل إن التعاون في مثل هذه الأمور يعزز الثقة بين مكونات المجتمع الدولي ويقرب بين الشعوب والحكومات. باختصار، كما أن المغرب يُشهد له بتقديم المساعدات لكل بلد شقيق أو غير شقيق تحل به أزمة معينة، فكان عليه أيضا أن يتقبل بحكمة مثل هذه المساعدات الدولية كما الآخرون يقبلونها منه.

هذا ما يبدو لنا والله أعلم!