بقلم/ التجاني بولعوالي -> وردتني هذه الصور من صديق عزيز يسكن بجماعة گماسة في إقليم شيشاوة. هذه هي الحالة التي آل إليها منزلهم والعديد من منازل هذه الجماعة. غادروا منازلهم مباشرة بعد الزلزال ليسكنوا في خيام بدائية لا تتوفر على أدنى شروط العيش والنظافة، بالنهار جو حار وبالليل برد قارس، وهم لا يتوفرون على ما يكفي من الأغطية والأفرشة والطعام والأدوية للأطفال والعجزة الذين بدأوا يمرضون بالزكام ونقص التغذية وغياب النظافة وغيرها.
الغريب في الأمر أن لا أحد سأل عنهم، لا رئيس الجماعة، ولا قائد المنطقة، ولا أي ممثل للسلطة، بل ولم يتلقوا إلى حد الآن أي مساعدة من أي جهة، رغم أن مئات الشاحنات توافدت على المنطقة من كل جهات الوطن. وتمنوا لو أن شاحنة واحدة فقط توجهت إليهم لخففت عليهم المعاناة والجوع والبرد.
وصلتني هذه الصور والمعلومات، وقد حزنت كثيرا لساكنة هذه الجماعة المنسية التي لم يسأل عنها أحد، رغم أنها لم تكن بعيدة كثيرا عن بؤرة الزلزال، ما أثر بشكل كبير على المنازل التي لم تعد صالحة للسكن، لأنها مهددة بالانهيار في أي لحظة. حتى طبيعة الناس المحافظين هنا لا تسمح لهم بتصوير معاناتهم ونشرها عبر الشبكات الاجتماعية، فهم ينتظرون أي التفاتة إليهم من الجهات الرسمية المسؤولة. وأتمنى تتحرك بعض الصفحات والقنوات الرقمية إلى عين المكان لتسليط الضوء على الحالة المزرية التي يمر منها هؤلاء.
لذلك عملت على نشر هذه التدوينة من منطلق إنساني، لا إيديولوجي ولا بغرض الإساءة إلى أي أحد سواء أكانت سلطات محلية أو منتخبين، لأني لا أعرف هذه المنطقة في الواقع، بل فقط من خلال هذا الصديق. وأرجو أن يصل هذا النداء إلى الجهات المعنية بالأمر لتنظر في حالة هذه الجماعة وغيرها من المناطق المجاورة، قبل أن يتطور الأمر إلى كارثة إنسانية قد يسببها أي وباء جراء حالة الجو المتقلبة أو غياب النظافة اللازمة أو سوء التغذية.
"اللهم كن لهؤلاء الفقراء والمحتاجين والأرامل والمساكين، وأطعمهم، فإنهم جوعى، اللهم استرهم بسترك وحفظك، ووسع عليهم بكرمك، وأدخل الفرح إلى قلوبهم يا حنان يا منان يا رب العالمين."
Add comment
Comments