واقع تعليم القرآن الكريم في بلاد الفلاندرز

Published on 6 November 2023 at 20:02

بقلم/ التجاني بولعوالي -> نشرتُ هذا الكتاب عام 2013، لكنه لم يُوزع على نطاق واسع، لذلك هيأت منه نسخة لمن يرغب في قراءتها من الباحثين والمهتمين. رابط التحميل: https://shorturl.at/hnvP3 إليكم مقدمة الكتاب: "لا يمكن استيعاب واقع المسلمين في الغرب دون التعرض إلى مؤسسة المسجد التي تتعدد مهامُّها الدينية والتربوية والدعوية والاجتماعية، وتؤدي دورا رياديا في الحفاظ على الهوية الأصلية للمسلمين. ويمضي هذا البحث على هذا المنوال، مع التركيز على واقع تعليم القرآن الكريم وتحفيظه في بلجيكا، حيث تحضر التجربة المغربية بشكل وازن، كما هو الحال لدى مؤسسة المركز التربوي في مدينة خينت، التي تحتضن تجربة قرآنية رائدة حافظت على قراءة ورش المغربية طوال أربعة عقود من الزمن، وهي تجربة الشيخ مصطفى الديواني.

وفضلا عن ذلك، هناك تجارب أخرى مهمة في تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم، مثل المركز الثقافي الإسلامي في بروكسيل (1969)، المركز الثقافي الإسلامي في هوبوكن/أونفيرس (1972)، مسجد النصر في فيلفورد (1978)، معهد جسر الأمانة في أونفيرس (2004)، وغيرها.

وقد جاء هذا البحث إذن بهدف مقاربة موضوع تعليم القرآن في السياق الأوروبي على أن نقتصر في هذه الدراسة على الحالة البلجيكية من خلال تجربة المركز التربوي بمدينة خينت، ونوسعها في المستقبل إلى مختلف التجارب سواء على الصعيد البلجيكي أو الأوروبي. ولعلها تعتبر من الدراسات العربية السبّاقة إلى تناول هذا الموضوع في كتاب مستقل يوفق بين المراجعة النظرية لمختلف حيثياته التاريخية والتربوية والمنهجية من جهة، والاشتغال الميداني من خلال التعرف المباشر على التجربة المدروسة عبر اللقاءات المنتظمة مع إدارة المركز التربوي والشيخ مصطفى الديواني وعدد من طلبته ومعارفه من جهة أخرى.

وقد توزعت هذه الدراسة على ثلاثة فصول، يتضمن كل فصل منها مجموعة من المباحث، بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة.

يحمل الفصل الأول عنوان: تجربةُ المغرب الرّائدة في تَحفيظِ القُرآن الكَريم، وهو يتناول جملة من مزايا التجربة الدينية المغربية التي يحتل فيها القرآن الكريم مكانة مركزية. وتتحدد أهم هذه المزايا في القراءة برواية ورش، وانتظام الطلبة في التعليم العتيق، وديداكتيك اللوح حيث ما يزال تعليم القرآن الكريم في المغرب يعتمد المنهجيات والآليات التقليدية كالكتابة بحبر "السمغ" على اللوح والحفظ الجماعي.

أما الفصل الثاني، فقد تم تخصيصه للدور الرّيادي للجيل الأوّل المغربي في تأسِيس نواة التّعليم الدّيني في بلجيكا، وهو يتضمن ثلاثة مباحث. أولها حول العمال الضيوف وسؤال الهوية، وثانيها حول التسامح البلجيكي الرفيع مع الإسلام الذي ترجم إلى الاعتراف الرسمي القانوني بالدين الإسلامي منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، وثالثها حول تجربة المركز التربوي الذي يعتبر منارة دينية مهمة على مستوى مدينة خينت والفلاندرز.

الفصل الثالث جاء بعنوان: الشيخ مُصطفى الديواني، تجربةٌ قرآنيةٌ متميزةٌ في بِلاد الفلاندرز، وقد تم التعرض فيه لتجربة الشيخ مصطفى المتميزة في تعليم القرآن الكريم من خلال ثلاثة مباحث. يتمحور المبحث الأول حول نشأة الشيخ مصطفى وتكوينه الشرعي وشيوخه في المغرب. أما المبحث الثاني فيتناول هجرة الشيخ واستقراره في بلجيكا، بينما يستقصي المبحث الثالث طلبة الشيخ الكثر ومدى تأثيره الإيجابي في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه.

وتجدر الإشارة في آخر هذه المقدمة إلى أن النسخة الأصلية من هذه الدراسة صدرت عام 2013 عن منشورات IDARA بمدينة خينت في بلجيكا في كتاب ورقي، غير أنه لم يوزع منه إلا عدد قليل من النسخ. وقد عدنا إلى النص الأصل الذي مر على كتابته أكثر من عقد من الزمن، فقمنا بتحيين بعض معطياته وتصحيح بعض هفواته اللغوية، وذلك لنضعه رهن إشارة القراء من طلبة وباحثين ومهتمين لأهمية الموضوع الذي يتناوله."

Add comment

Comments

There are no comments yet.